إنجاز المغرب التاريخي في كأس العالم- فخر للعرب ومستقبل واعد

المؤلف: سلطان الشمري (الكويت) SULTANO_91@10.09.2025
إنجاز المغرب التاريخي في كأس العالم- فخر للعرب ومستقبل واعد

في عالم كرة القدم، ليس مجرد المشاركة هي الغاية، بل تحقيق الانتصار هو الهدف الأسمى، وهذا ما تجسد بوضوح في فوز المنتخب الفرنسي على نظيره المغربي بهدفين نظيفين في نصف نهائي كأس العالم. ولكن، بالنظر إلى الصورة الأكبر، فإن وصول المنتخب المغربي إلى هذا الدور المتقدم في مونديال قطر 2022 يعتبر إنجازاً تاريخياً غير مسبوق على صعيد كرة القدم العربية والأفريقية. فعلى مر تاريخ بطولات كأس العالم، لم تتجاوز المنتخبات العربية الدور الـ16 (المغرب 1986، السعودية 1994، الجزائر 2014)، بينما كان أفضل إنجاز أفريقي هو الوصول إلى الدور ربع النهائي (الكاميرون 1990، السنغال 2002، غانا 2010). المنتخب المغربي، بتألقه اللافت، لم يتفوق على نفسه فحسب، بل تخطى جميع التوقعات العربية والأفريقية، ليحجز مقعداً في الدور نصف النهائي. وسوف يخوض مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام المنتخب الكرواتي، وصيف بطل مونديال 2018، الذي خسر أمام الأرجنتين بثلاثية نظيفة. اللافت أيضاً أن المغرب استهل مشواره في مونديال 2022 بخسارة أمام فرنسا، بطلة العالم 2018، والفريق الذي يضم نخبة من النجوم العالميين والخبرات الكبيرة. علاوة على ذلك، دخل المنتخب المغربي البطولة وسط شكوك حول جاهزية العديد من لاعبيه الأساسيين، مثل أشرف حكيمي ونصير مزراوي، بالإضافة إلى الإصابات التي ألمت بالفريق خلال المنافسات، مثل إصابة ياسين بونو التي أبعدته عن مباراة بلجيكا، وعدم استمرارية القائد رومان سايس والمدافع نايف أكرد بسبب الإصابات المتلاحقة. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، ومع وجود العديد من اللاعبين الذين لم يسبق لهم اللعب معاً، تم التعاقد مع المدرب الوطني وليد الركراكي، الذي نجح في إعادة العديد من اللاعبين إلى صفوف المنتخب بعد خلافات سابقة مع المدرب وحيد خليلودزيتش، وعلى رأسهم عبدالرزاق حمدالله وحكيم زياش. على الرغم من الخسارة أمام فرنسا، قدم المنتخب المغربي أداءً بطولياً، وبذل جهوداً مضنية مستغلاً جميع الإمكانيات والفرص المتاحة، وكان قريباً في أكثر من مناسبة من تسجيل هدف التعادل. ورغم أن الحظ لم يحالفه، إلا أن هذا الأداء المتميز والإنجاز العظيم يبعث برسالة قوية إلى جميع المنتخبات العربية، مفادها أنه لا يوجد مستحيل، وأن العمل الجاد على الجانبين الذهني والنفسي يمكن أن يؤدي إلى تحقيق نتائج مبهرة أمام المنتخبات الكبرى. الجدير بالذكر أن المنتخب المغربي تعادل مع كرواتيا، ثم فاز على بلجيكا وكندا، ليتربع على صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط. وفي الأدوار الإقصائية، أطاح بالمنتخب الإسباني بركلات الترجيح، ثم أقصى المنتخب البرتغالي في الدور ربع النهائي بهدف نظيف. في الختام، لا يسعنا إلا أن نعرب عن فخرنا واعتزازنا بما قدمه المنتخب المغربي في هذا المونديال الاستثنائي. وقد يكون هذا الإنجاز نقطة تحول تاريخية نحو تطور كرة القدم العربية في البطولات العالمية القادمة، بإذن الله.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة